هكذا ترون
رسول الله a يدعونا من خلال ذلك الحديث إلى
البحث عن كل الأسباب التي تؤدي إلى الهمة العالية.
قامت المرأة
الأولى، وقالت: ولكن ألم تسمع بما ورد في الحديث أنه a مر على رجل، فقال لأصحابه: ما تقولون في هذا
الرجل ؟ قالوا: نقول هو من أشرف الناس، هذا حري إن خطب أن يخطب، وإن شفع أن يشفع،
وإن قال أن يسمع لقوله، فسكت النبي a، ومرَّ رجل آخر فقال
النبي a:ما تقولون في هذا ؟ قالوا: نقول والله يا رسول
الله، هذا من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب لم ينكح، وإن شفع لا يشفع، وإن قال
لا يسمع لقوله، فقال النبي a:(لهذا خير من ملء
الأرض مثل هذا)[1]
ابتسم المحاضر
ابتسامة صفراء، وقال موجها كلامه للحضور: لست أدري من الذي ينشر مثل هذه الأحاديث
التي تصور لنا دائما الفقر والضعف والعجر بصور جميلة.. إن هذه الأحاديث هي السبب
فيما حصل للمسلمين من تخلف..
ثم التفت
للمرأة، وقال: لتفهمي هذا الحديث تحتاجين إلى التعرف على الكثير من العلوم، وأهمها
مورد الحديث.. فلعل ذلك مرتبط بحالة خاصة، وفي زمان خاص.. فهل تعلمت هذا العلم..
أم أنك فقط ترددين ما تسمعين، دون أن تفهميه أو تعيه.
ثم التفت
للحضور، وقال: فلنعد إلى هند.. تلك المرأة العظيمة صاحبة الهمة العالية في
الجاهلية والإسلام.. لأقص عليكم قصة من قصصها تثبت لكم دور الهمة العالية في
التحقق بكل مقتضيات القيادة.
لقد روى
المؤرخون الثقاة أن (هندا بنت عتبة زوجة أبي سفيان وأم معاوية رضي الله تعالى عنهم
أجمعين حين أتاها نعي يزيد بن أبي سفيان وقال لها بعض المعزين: إنا