قوة في
الإسلام.. فراحت تربي أبناءها على ألا يكتفوا بأن يكونوا جنودا بسطاء، بل تربيهم
ليصيروا قادة وفاعلين ومؤثرين.
تعجب الحضور
من هذه المفاهيم الجديدة التي يطرحها الشيخ عليهم.. وقد لاحظ ذلك، فقال: لاشك أنكم
تستغربون هذا.. ولكن هذه هي الحقيقة.. الهمة العالية تبقى همة عالية كانت في
الجاهلية أم في الإسلام.. لقد ورد في الحديث الصحيح ما يشير إلى ذلك، فقد قال a: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع
لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم. الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام
إذا فقهوا)[1]
هل رأيتم هذا
الحديث العظيم.. وكيف يشير إلى هذا المعنى بكل وضوح ودقة.. إنه يذكر أن الناس تبع
لقريش.. لأن قريشا كانت صاحبة همة عالية.. ولهذا نرى الذكر الكثير لهم، والإشادة
الكبيرة بهم.. حتى أن الصحابة الذين من غير قريش نسوا وغفل عنهم التاريخ.. بينما
الصحابة من قريش لا زالت أسماؤهم تملأ كل مكان.. حتى المبشرون بالجنة كلهم من قريش..
وكل الناس يحفظون أسماءهم.. بينما غيرهم لا يذكرهم الناس حتى لو بشروا بالجنة.
هذه نبوءة
رسول الله a التي حققها التاريخ..ووقعت كما
ذكر..
ولهذا تذكر
الناس هندا، ونسوا كل من عداها من الأسماء نسوا سمية.. ونسوا زنيرة ـ في حال صحة
ما ذكرت المرأة عنها ـ ونسوا أم عمارة.. لأن هندا كانت من قريش.. وقريش كانت تمثل
القيادة بجانب سائر القبائل.. وكانت لها تلك القيادة بسبب همتها العالية..