من أعظم
الأماكن التي تحن لها القلوب، وتشتاق لها الأرواح، وتتطلع لها الأفئدة ذلك المكان
المقدس الذي يأوي الجسد الطاهر لرسول الله a..
والذي قال عنه ابن عقيل: (سألني سائل أيما أفضل حجرة النبي a أو الكعبة؟ فقلت: إن أردت مجرد الحجرة،
فالكعبة أفضل، وإن أردت وهو فيها فلا والله ولا العرش وحملته ولا جنة عدن ولا
الأفلاك الدائرة، لأن بالحجرة جسداً لو وزن بالكونين لرجح)[1]
وقال الشاعر
معبرا عن ذلك:
وبقعته التي ضمته حلقاً
رياض من جنان تستطيل
وأفضل من سموات وأرض
وأملاك بأفلاك تجول
ومن عرش ومن جنات عدن
وفردوس بها خير جزيل
بل نقل القسطلاني
في [المواهب اللدنية] الإجماع على ذلك، فقال: (وأجمعوا على أن الموضع الذي ضم
أعضاءه الشريفة a أفضل بقاع الأرض حتى موضع الكعبة، بل نقل
التاج السبكي عن ابن عقيل الحنبلي أنها - أي البقعة التي قبر فيها a -
أفضل من العرش. وصرح الفاكهاني بتفضيلها على السموات)[2]
وقال الإمام
الحصفكي الحنفي في [الدر المختار]، وهو من أشهر كتب الحنفية: (لا حرم للمدينة
عندنا ومكة أفضل منها على الراجح إلا ما ضم أعضاءه a فإنه أفضل مطلقا حتى من الكعبة والعرش
والكرسي)[3]