وثاني علامات
هذا الدين أن صاحبه يعتقد أن الجنة خلقت له، ولطائفته، لأنهم شعب الله المختار،
وأنهم لا يدخلون النار في حال دخلوها إلا أياما معدودات.. وما بعدها لن يدخلوا
الجنة فقط.. وإنما سيدخلون الفردوس الأعلى.. وسيتكلف رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه بأن يسقيهم.
هذه هي
الأماني التي يتعلق بها أصحاب الدين الوراثي، ولذلك ينحجبون بها عن كل مكرمة،
ويندفعون بها إلى كل مثلبة.
وثالث علامات
هؤلاء.. وهي علامة عجيبة .. أنك تجد أحدهم أميا غارقا في جهله إلى أذنيه، لكنه إن
رأى أحدا يصلي خلافا صلاته، أو يتوضأ خلاف وضوئه أقام الدنيا عليه.. وطالبه
بالدليل، مع أن كل عقائده وعباداته ومعاملاته مبنية على التقليد المجرد.. بل على
أسوأ أنواع التقليد، وهي تقليد جاره أو صديقه.. لكنه إن رأى خلاف ما علمه صديقه أو
جاره تصور أن الدين قد قوض من أساسه.. وكأن الدين هو دين جاره أو صديقه أو جهله
المركب.
ورابع علامات
هؤلاء أنك تجد أحدهم يسمع كل ألوان السبب لله ورسوله، فلا يتحرك له جفن، ولا ينتفض
له عرق.. لكنه إن رأى عالما أو محققا أو باحثا يدقق في بعض مسائل العلم التي لا
يطيقها عقله، راح يتهمه بالمروق والزندقة والضلال.. وكأن الذين يسبون الله ورسوله
أمامه صباح مساء عابدون في محاربيهم، أو ناسكون في خلواتهم.
لكن الدين
الوراثي هو الذي فعل به ذلك.. وهو الذي جعله يردد ما ردده فرعون: ﴿ مَا
أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَاد﴾ [غافر:29]