كلى)، إلى لوح (نفس كلية)، إلى عرش (طبيعة
كلية) إلى كرسى (هيولى، هباء، مادة كلية)، الى سدرة (جسم كلى)[1]
ثم ذكر كيف
تنزلت الأحكام الشرعية من هذه المراتب، فقال: (فظهر الواجب من القلم. وظهر المندوب
من اللوح، وظهر المحظور من العرش. وظهر المكروه من الكرسي. وظهر المباح من السدرة.
و المباح قسم (أي حظ) النفس)
ثم راح يذكر محال صعود الأعمال، فقال: (وإذا ظهرت قسمة الاحكام
الشرعية من السدرة، فإذا صعدت الأعمال، التي لا تخلو من أحد هذه الأحكام، لا بد أن
تكون نهايتها إلى الموضع الذي منه ظهرت، إذ لا تعرف من كونها منقسمة إلى السدرة.
ثم يكون من العقل، الذي هو القلم، نظر إلى الأعمال المفروضة، فيمدها بحسب ما يرى
فيها. ويكون من اللوح نظر إلى الأعمال المندوب إليها، فيمدها بحسب ما يرى فيها.
ويكون من العرش نظر إلى المحظورات- وهو (أي العرش) مستوى الرحمن- فلا ينظرها إلا
بعين الرحمة، ولهذا يكون مآل أصحابها إلى الرحمة، ويكون من الكرسي نظر إلى
الأعمال المكروهة، فينظر إليها بحسب ما يرى فيها. وهو (أي الكرسي) تحت حيطة العرش،
والعرش مستوى الرحمن. والكرسي، موضع القدمين. فيسرع العفو والتجاوز عن أصحاب
المكروه من الأعمال. ولهذا يؤجر تاركها، ولا يؤاخذ فاعلها)[2]
بل إن كشفه امتد إلى جهنم، فراح يصفها بدقة بأوصاف لم ترد في النصوص
المقدسة، فقال: (وأوجدها الله [أي جهنم] بطالع الثور، ولذلك كان خلقها، في
الصورة، صورة الجاموس سواء. هذا الذي يعول عليه عندنا. وبهذه الصورة رآها أبو
الحكم بين برجان في كشفه. وقد تمثل لبعض الناس، من أهل الكشف، في صورة حية. فيتخيل
أن