ويذكر الشيخ
تاريخ تلك الحكومة، أو ذلك الديوان، قبل الإسلام، فيقول: (إن الديوان أولا كان
معمورا بالملائكة، ولما بعث الله النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) جعل الديوان يعمر بأولياء هذه الأمة، فظهر
أن أولئك الملائكة كانوا نائبين عن أولياء هذه الأمة المشرفة، حيث رأينا الولي إذا
خرج إلى الدنيا وفتح الله عليه وصار من أهل الديوان، فإنه يجيء إلى موضع مخصوص في
الصف الأول أو غيره، فيجلس فيه ويصعد الملك الذي كان فيه، فإذا ظهر ولي آخر جاء
إلى موضع ويصعد الملك الذي في ذلك الموضع، وهكذا كانت بداية عمارة الديوان حتى كمل
ولله الحمد، كلما ظهر ولي صعد ملك. وأما الملائكة الذين هم باقون فيه، ويكونون خلف
الصفوف الستة كما سبق، فهم ملائكة ذات النبي(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الذين كانوا حفاظا لها في الدنيا، ولما
كان نور ذاته (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) مفرقا في أهل الديوان بقيت ملائكة الذات
الشريفة مع ذلك النور الشريف)[1]
وهكذا يستمر
الشيخ في سرد أوهامه التي يتلقفها تلميذه كحقائق مطلقة، ثم يسجلها في كتاب كتبه
ليبرهن به على ولاية شيخه، وكونه من أهل الأسرار الذين كشفت لهم حقائق الوجود.. ثم
يتلقاها من بعده أولئك البسطاء الذين أعرضوا عن القرآن الكريم وحقائقه الواضحه
الممتلئة بالعقلانية والفطرية والبداهة، وراحو إلى ذلك الدجل والخرافة والأوهام
التي لبست لباس الدين، بل راحت تعطي قدسية خاصة لها باسم الولاية.