ثم ذكر الشيخ
كيفية حضور الموتى لاجتماعات تلك الحكومة الخفية، فقال: (والأموات الحاضرون في
الديوان ينزلون إليه من البرزخ يطيرون طيرا بطيران الروح، فإذا قربوا من موضع
الديوان بنحو مسافة نزلوا إلى الأرض ومشوا على أرجلهم إلى أن يصلوا إلى الديوان،
تأدبا مع الأحياء وخوفا منهم)[1]
ويذكر الشيخ
أن تشكيلة تلك الحكومة تضم أيضا بعض الملائكة والجن، فيقول: (وتحضره الملائكة وهم
من وراء الصفوف، ويحضره أيضا الجن الكمل وهم الروحانيون وهم من وراء الجميع وهم لا
يبلغون صفا كاملا.. وفائدة حضور الملائكة والجن أن الأولياء يتصرفون في أمور تطيق
ذواتهم الوصول إليها، وفي أمور أخرى لا تطيق ذواتهم الوصول إليها، فيستعينون
بالملائكة وبالجن في الأمور التي لا تطيق ذواتهم الوصول إليها)[2]
ويذكر حضور
رسول الله a لمجالس تلك الحكومة، فيقول: (وفي
بعض الأحيان يحضره النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فإذا حضر عليه
الصلاة والسلام جلس في موضع الغوث، وجلس الغوث في موضع الوكيل، وتأخر الوكيل للصف.
وإذا جاء النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) جاءت معه الأنوار التي لا تطاق، وإنما هي
أنوار محرقة مفزعة قاتلة لحينها، وهي أنوار المهابة والجلالة والعظمة، حتى إنا لو
فرضنا أربعين رجلا بلغوا في الشجاعة مبلغا لا مزيد عليه ثم فجؤوا بهذا الأنوار،
فإنهم يصعقون لحينهم، إلا أن الله تعالى يرزق أولياءه القوة على تلقيها، ومع ذلك
فالقليل منهم هو الذي يضبط الأمور التي صدرت في ساعة حضوره (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[3]