ومن
انتقاداته لهم مبالغتهم في (السماع والرقص، واتخاذ الدعوات، وطلب الإرفاق، والتكلف للاجتماعات على الطعام، وعند سماع القصائد
والتواجد والرقص، ومعرفة صياغة الألحان بالأصوات الطيبة، والنغمات الشجية،
والاختراع من الأشعار الغزلية، بما يشبه أحوال القوم، على نحو ما رأوا من بعض
الصادقين، أو بلغهم ذلك عن المتحققين)[2]
وقد وصف بدقة
حال بعض هؤلاء كما عاصرهم، وكأنه يصف واقعنا المشهود، فقال: (وطائفة توهَّمَت أن
التصوف هو القول والرقص وسماع النغم والقصائد واتخاذ الدعوات والتّكلّف للاجتماعات
لما رأوا من بعض الصادقين انبساطا في السماع في بعض الأوقات. وغلطت في ذلك ولم
تعلم أن كل قلب تلوّث بشيء من الدنيا وكل نفس فيها شيء من البطالة والغفلة لا يصح
لها السماع، بل لا يحل لها السماع)[3]
وهكذا راح
يذكر أخطاءهم في تصورهم للإخلاص والتجرد، ثم يعقب عليه بذكره (أن العبد المطلوب
بدرجة الإخلاص هو: العبد المهذب المؤدب، الذي هجر السيئات، وجرَّد الطاعات، وعمل
في الإرادات، ونازل الأحوال والمقامات، حتَّى أدَّاه ذلك إلى صفاء الإخلاص)[4]
هذه مجرد
نماذج عن انتقادات الطوسي صاحب اللمع للصوفية، مع العلم أن كتبه تعتبر مصادر
أساسية للتصوف.