وهذا لا
ينطبق إلا على فئة محدودة معلومة، هي وحدها من ترمي المسلمين بالشرك، وهي وحدها من
تشبههم بالمشركين، بل تفضل المشركين عليهم، ومع ذلك نظل ندافع عنها، بل نعتبرها
تمثل السنة، وكأن نبوءة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
حولها كانت كنبوءات سجاح ومسيلمة تفسر بعكسها.
وهكذا نظل نتلاعب
بكل نبوءاته a.. التي لم تترك شيئا.. حتى ما
يحصل الآن في بلاد الشام واليمن وغيرها كله مذكور وبتفاصيله في كتب الدلائل
وغيرها.. وكان الأولى به أن يدرس ويحقق فيه، لأن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
الحريص على هذه الأمة ما كان ليترك شيئا يؤذيها إلا ذكره وحذر منه..
لكن أولئك
الذين يقتدون ببني إسرائيل في الكتمان لا يزالون يحيون تلك السنة، ويتهربون من كل
النبوءات التي تلاحقهم.. فإن جاء باحث أو محقق وأخرج لهم تلك النبوءات ودعاهم إلى
تفعيلها رموه بالرفض وما تشتهيه نفوسهم من ألقاب.. مع أن الكتب التي وردت فيها تلك
الأحاديث هي كتبهم.. والعلماء الذين صححوها هم علماؤهم الذين ملأوا الدنيا ضجيجا
بالدعوة إليهم.