ولا عن أسرار إهلاكهم للأمة، ولا إفسادهم
لها، في نفس الوقت الذي نجري فيه وراء روايات كاذبة عن شخص يهودي اسمه عبد الله بن
سبأ لنستبدل به أولئك الأغيلمة الذين رفعنا من شأنهم، وحولهم سلفنا إلى أئمة وهداة
.. وحول ملكهم المستبد إلى خلافة راشدة تمثل الإسلام.
وهكذا نتعامل
مع إخباره a عن مواطن الفتن والزلازل،
والذي حدده بدقة في قوله: (اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)،
فقالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
(اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)، فقال الناس: وفي نجدنا يا
رسول الله؟ فقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (الزلازل والفتن
هناك: وهناك يطلع قرن الشيطان) [1]
فمع صحة
الحديث، ووضوحه، وانطباقه تماما على المنطقة التي ظهرت فيها الوهابية، وآل سعود..
ومع الدلائل التاريخية والواقعية الكثيرة التي تبرهن على ذلك، إلا أن الحيل
الشرعية التي تعلمناها جعلتنا ننصرف عن ذلك كله.. فنسمي بلاد الفتن ومركزها [بلاد
التوحيد]، ونسمي الملوك الذين دنسوا الحرمين بـ [خدام الحرمين]
وهكذا نتعامل
مع قوله a: (إن بعدي من أمتي ـ أو سيكون
بعدي من أمتي ـ قومٌ يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدِّين كما
يخرج السهم من الرميِّة، ثم لا يعودون فيه، هم شرُّ الخلق والخليقة) [2]، وكان ابن عمر ـ أحد رواة الحديث ـ يصفهم، فيقول: (إنهم انطلقوا إلى
آيات الله نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين)[3]