عطس رجل من القوم فقلت:(يرحمك الله)،
فرماني القوم بأبصارهم فقلت:(ما شأنكم تنظرون إلي)، فجعلوا يضربون بأيديهم على
أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما نهرني
ولا ضربني ولا شتمني، قال:(إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي
التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) [1]
لكن الكثير
من الدعاة للأسف تصوروا أن لهم من الصلاحيات ما ليس لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه، فلذلك راحوا يستعملون كل ما في قلوبهم من
كبرياء مع من يتصورون أنفسهم أوصياء عليهم.. ولا يكتفون فقط بدعوتهم.. وإنما
يضيفون إليه كل ألوان البذاءة والوقاحة والعنف.. ثم يتصورون بعد ذلك أن القلوب
والعقول تقتنع بحججهم.. وهل يمكن لعاقل أن يقبل حجة تفرض عليه؟
ولذلك نراهم
يتركون هدي القرآن الكريم في الدعوة، والذي بينه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
خير بيان.. ويستدلون بسلفهم وخلفهم على ذلك الاستبداد الدعوي، والتسلط الذي يلبس
لباس الدين.
ومن الأمثلة
على ذلك إشادتهم بما فعله الظالم المستبد خالد القسري الذي كان واليا علي العراق
لهشام بن عبدالملك، والذي ذبح الجعد بن درهم يوم العيد بسبب بعض آرائه العقدية، ثم
خطب الناس وقال: (أيها الناس! ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم،
إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسي تكليما) ، ثم نزل وذبحه
أمام الناس[2].
فقد أثنى على
هذا السلوك الداعشي الإجرامي كل سلف هؤلاء السلفية ابتداء من