معنى لها.. فإن دعي إلى إعمال عقله، صاح
بما يصيح به كل السلفية (العقل حجاب، وليست عقولنا بأفضل من عقول سلفنا)
وهذا النوع
من السلفية الشيعية هو الذي يخالف وعد الله تعالى بحفظ كتابه، باعتباره النور
الهادي للأمة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون﴾ [الحجر:9]، فيدعون أن كتاب الله حرف.. وأن
تحريفه لا يقتصر على المعنى، بل يشمل اللفظ أيضا، وهذا كله انتصار لأنفسهم ضد غيرهم
ممن يسمونهم نواصب، والأمثلة على هذا ذلك الكتاب الذي يرمي به السلفية كل الشيعة،
مع أن مؤلفه شخص واحد، ومن مدرسة محددة من المدارس الشيعية هي المدرسة الإخبارية،
وهي مثل المدرسة السلفية تماما، تنزل الأخبار منزلة القرآن، بل إنها ترى تعطيل
القرآن لأجلها.
وهذا النوع
من السلفية الشيعية هو الذي ترك الدعوة لدين الله، والدعوة للمشتركات التي تتفق
الأمة جميعا عليها، وراح، وفي البلاد التي صدرت لنا كل أنواع الفتن، يتكلم في عرض
أمهات المؤمنين ليستثير الأحقاد، ويصدع وحدة الأمة، غافلا عن أن حقده جره إلى
تشويه عرض رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) نفسه.. فمن يتكلم
في زوجة أي رجل كان، هو في الحقيقة يتكلم في الرجل نفسه..
وهذا النوع
من السلفية الشيعية هو الذي يردد ما ردده قبله أئمة السلفية السنة، من أنه (من لم
يكن معنا فهو ضدنا)، فيعتبرون كل الأمة بعلمائها وصالحيها نواصب.. ويطبقون عليهم
كل ما تمليه أحقادهم من أحكام، ومن رمي في جهنم، ويبدؤون في ذلك بالصحابة أنفسم،
باعتبارهم جميعا ـ إلا عددا محدودا ـ من النواصب من دون دليل إلا تلك النصوص
الواهية التي لا سند لها، ولا قوة تحميها، وهذا خلاف ما يردده أئمتهم وإخوانهم في
المذهب أنفسهم.
بل إن هؤلاء
ولكبريائهم لا يستثنون أصحاب مدرستهم أنفسهم.. ومن شاء أن