مثلما توجد
الظاهرة السلفية في المجتمعات السنية، فإننا نجد هذه الظاهرة كذلك في المجتمعات
الشيعية في القديم والحديث..
ومثلما لهذه
الظاهرة رجالها وكتبها وقنواتها في المدرسة السنية، نجد هؤلاء جميعا في المدرسة
الشيعية.. فالشيطان لن يترك طائفة دون أن يضع بينها من يؤدي رسالته ومشروعه على
هذه الأرض.
لكن المشكلة
هي أننا في المدرسة السنية نميز السلفية عن غيرهم، بل نميز أتباع السلفية أنفسهم
فنفرق بين الجامي والمدخلي والسرور والحدادي والمسالم والعنيف.. فنضع لكل فريق
منهم اسمه الخاص، ودوره الخاص.. فإذا ما انتقد أحدنا أي سلوك سلفي، قيل له: لا
تعمم، فالسلفية ليسوا شيئا واحدا.
لكن إن تعلق
الأمر بالشيعة، فإنهم يحملونهم جميعا، وعلى بكرة أبيهم كل أخطاء التاريخ
والجغرافيا.. بل حتى ابن العلقمي وهو لا عالم ولا مرجع، وإنما مجرد وزير في دولة،
لا زالوا يحملون وزره ـ إن صح ما يروى عنه ـ كل المجتمعات الشيعية.
وهذا خطأ
منهجي في التفكير والمواقف يتنافى مع قوله تعالى، وهو يخبر عن أهل الكتاب من اليهود
والنصارى: ﴿لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ
يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون﴾ [آل
عمران:113]، ويقول: ﴿وَمِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم
مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ
عَلَيْهِ قَائِمًا ﴾ [آل عمران:75]
بناء على
هذا، فإن السلفية توجد في المدرسة الشيعية مثلما توجد تماما في المدرسة السنية،
ففيها من يلغي عقله وقرآنه، ليتبنى حكايات وخرافات وضلالات لا