لَسَعيتُ
إليه وأخذته)، وقال: (التصديق بعلمنا هذا: ولايَةٌ)، وقال الإمام
أبو عبد الرحمن السُّلمي: (إن الصوفية: أمان الله في أرضه، وأخدانُ أسراره
وعِلمِه، وصفوته من خلقِه، وهم ممدوحون بلسان النبوة .. فمن أنكر هذا المذهب فلقلة
معرفته، وقِلة الاهتداء لحقائقه.. قال تعالى: ﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا
بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيم﴾ [الأحقاف:11])
قلت له: لا
بأس .. أليس الإمام علي من أهل الله، ومن العارفين به؟
غضب، وقال:
ومن قال خلاف ذلك.. إننا معشر الصوفية نحب أهل البيت، ونعظمهم، بل إنه لا يوجد في
الدنيا من يعظمهم مثلنا، وكل أسانيدنا لمشايخنا ترجع للإمام علي.
قلت: أعرف
ذلك منكم، ولكن ليس الشأن في أن تحبه بقلبك، ثم تخالفه بفعلك حتى لا تصير كمن قال
فيهم الفرزدق: (قلوبهم معك، وسيوفهم مع بني أمية)
قال: أولئك
هم الروافض الكذبة أدعياء محبة أهل البيت.. أما نحن فنحبهم بصدق.
قلت: فقد قال
الإمام علي خلاف ما قال أهل الله الذين نسبت لهم تلك الأقوال.. لقد قال مخاطبا أصحابه:
(اعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار فارحموا نفوسكم، فإنكم قد
جربتموها في مصائب الدنيا، أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه، والعثرة تدميه،
والرمضاء تحرقه ؟ ! فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيع حجر، وقرين شيطان ؟ !) [1]
وقال مخاطبا الأحنف
بن قيس: (فلو رأيتهم يا أحنف ! ينحدرون في أوديتها ويصعدون جبالها، وقد ألبسوا
المقطعات من القطران، واقرنوا مع فجارها وشياطينها،