وكيف سيكون
أمر مشروع الله لعباده.. لكن فرعون وقف في وجه ذلك كله.. ولذلك، ووفق سنن الله،
يتحمل جرائر كل ذلك.
بل إنه لم
يكتف بأن يكون حجابا بين قومه وبين الإيمان، بل راح، وبعد أن شاهد الآيات العجيبة
التي آمن بها السحرة، يحاول أن يفتك بموسى عليه السلام وبني إسرائيل، واستعمل في
ذلك كل مكره وكيده كما قال تعالى: ﴿ فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ
كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ﴾ [طه: 60]
وحينذاك رأى
فرعون معجزة أخرى عظيمة.. لكنه لم يهتم بها، ولم يؤمن، بل كان الكبرياء والطغيان
اللذان جثما على صدره حجابا بينه وبين الإيمان، كما قال تعالى: ﴿فأَتْبَعَهُمْ
فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ
فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ﴾ [طه: 78، 79]
هذه بعض
المعاني التي ذكرها القرآن الكريم عن فرعون، وهو لذلك لا يختلف في حس المؤمن الذي
يعيش القرآن عن إبليس.. فإن كان إبليس قد تكبر عن السجود لآدم، ففرعون كذلك تكبر
عن الخضوع والاستسلام لموسى.. وكلاهما منعه الكبر.. وكلاهما يستحق أن يطرد من رحمة
الله، كما جرت سنة الله على عباده.
لكن للأسف..
حصل الجدل في التاريخ الإسلامي، وفي التراث الإسلامي حول فرعون.. وهل كان مؤمنا أو
غير مؤمن؟
وهذا عجيب
جدا، وهو من المحادة لله.. فالله يذكر طغيانه وعتوه وظلمه وجرائمه، لنكتشف منها
أسرار كل ذلك، ونحن نتجادل في إيمانه.. ونقدم أقوال المشايخ في ذلك.
وللأسف فإن
الشيخ الذي فتح أبواب هذه البدعة هو من يسمونه الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي،
ونحن مع احترامنا لكل باحث ومحقق إلا أننا لا نرضى أبدا أن