يقدم بين يدي كتاب الله، أو يحرف عن
معانيه ومقاصده.
وهذا الشيخ
للأسف - مع الكثير من المعاني الطيبة التي ذكرها في كتبه - وقع في محادة الله في
هذه القضية، وفي قضايا أخرى كثيرة.
والمتأثرون
به للأسف ينصرفون عن كل معاني القرآن الكريم، ويأخذون كلامه، وكأنه وحي منزل، وهم
يقولون بعصمته، شعروا أو لم يشعروا، وهم يخطّئون حينذاك القرآن الكريم شعروا أو لم
يشعروا.
ومن العجيب
أن أتباع هذا الرجل في أكثر المحال التي يناقَشون فيها يردون بكبرياء على المنكرين
عليهم بدعوى أن تلك المعارف معارف كشف وإلهام، ولا يمكن للعقل أن يدركها.. ولست
أدري هل يمكن للكشف والإلهام أن يتحول إلى عقيدة؟.. وهل الكشف والإلهام شأن شخصي
يتذوقه من عاشه، أم أنه دعوى عريضة يدعيها أي شخص لحصولها لغيره؟
وهؤلاء الذين
يستندون إليه لا يعلمون البيئة التي كان يعيش فيها، والتي أثرت في الكثير من
كشوفاته، وحولتها إلى أداة صادمة للقرآن الكريم.. فقد كان يعيش في الأندلس، وفي
بيئة أثرت فيها الثقافة الأموية، وانتشرت بينها الكثير من الخرافات والأساطير
اليهودية.. وقد دخل ذلك كله إلى التصوف باسم الكشف والإلهام.
ولهذا نجده
يدافع عن الفئة الباغية، وينتصر لمعاوية، ويسميه خال المؤمنين، وينتصر للكثير من
الطغاة عبر التاريخ، وينسى جرائمهم، وينسى تحكيم حكم الله فيهم.
وأخطر من ذلك
كله هو تهوينه من أمر الإيمان، عندما قال بإيمان فرعون، فقد قال في ذلك في
الفتوحات المكية: (فقبضَ ـ أي الله سبحانه وتعالى ـ فرعونَ ولم يُؤخر في أجله في
حال إيمانه لئلا يرجع إلى ما كان عليه من الدعوى .. فلم يكن عذابه أكثر من غم
الماء الأجاج، وقبضه على أحسن صفة هذا ما يعطي ظاهر اللفظ وهذا معنى قوله: ﴿إِنَّ