responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 63

 

ومن العجيب أن الشيخ الأكبر راح يحطم كل معاني العدالة الإلهية ليصور رحمة الله بفرعون، وأنه أسرع بقبض روحه بأحسن حالة، حتى لا يعود إلى كبريائه.. وكأن كل جرائمه التي مارسها لم تكن لتتسبب في الطبع على قلبه والختم عليه.. وكأن الله يدلل بعض عباده، ويعذب بعضهم.

وهذا كله ناتج من تلك الثقافة الإرجائية التي تصورت أن جميع الجرائم التي يقوم بها الطغاة، وكل الدماء التي سالت بسببهم، تمحى عنهم جميعا بمجرد أن يذرفوا بعض الدموع قبل موتهم..

وقد غفلوا عن كون العدالة الإلهية لا يضيع عندها شيء، كما قال تعالى:﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ (الانبياء:47)

وتناسوا كذلك أن من سنن الله تعالى الطبع على قلوب الذين عتوا وبغوا وطغوا، لأن الإيمان نعمة كبرى، وهي لا يستحقها إلا المتواضعون الطيبون، كما قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (المطففين:14)

وكما فسر ذلك رسول الله a ذلك بقوله: (إن العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قلبه، وإن زاد زادت، فذلك قول اللّه تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾)[1]

ومن العجيب أن هؤلاء الذين يرددون مثل هذا الكلام، ويرددون مثله أن معاوية خال المؤمنين ويدافعون عنه وعن كل الطغاة، ينسون أنهم هم أنفسهم من يقول: (من قال لشيخه لم لا يفلحه أبدا؟)، فيعتبرون مجرد القول بهذا، بل مجرد الهم به سببا في


[1] رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حسن صحيح.

نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست