responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70

فيها تخويف، أصغوا إليها مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم، فهم حانون على أوساطهم، مفترشون لجباههم وأكفهم وركبهم، وأطراف أقدامهم، يطلبون إلى الله تعالى في فكاك رقابهم... قد براهم الخوف بري القداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول: لقد خولطوا ولقد خالطهم أمر عظيم لا يرضون من أعمالهم القليل، ولا يستكثرون الكثير. فهم لأنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون... فمن علامة أحدهم... يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل... يبيت حذرا ويصبح فرحا، حذرا لما حذرا من الغفلة، وفرحا لما أصاب من الفضل والرحمة)[1]

وليس ذلك خاصا بحديثه مع عامة الناس، كما قد يؤوله أمثال هؤلاء.. بل كان مع نفسه.. ومع مناجياته وأدعيته لربه.. فأشهر أدعيته ذلك الذي نقله كميل نجده مملوءا بذكر النار، وخشية الله، ودعاء الله، والتضرع إلى الله.. وليس فيه أي حرف من تلك الطامات التي يجاهر بها من يريدون تخطي رقاب الصديقين.

فمما ورد في دعاء كميل قوله: (اللهم عظم بلائي، وأفرط بي سوء حالي، وقصرت بي أعمالي، وقعدت بي أغلالي وحبسني عن نفعي بعد أملي، وخدعتني الدنيا بغرورها، ونفسي بخيانتها، ومطالي يا سيدي فأسألك بعزتك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي، ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري، ولا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي من سوء فعلي وإساءتي، ودوام تفريطي وجهالتي، وكثرة شهواتي وغفلتي، وكن اللهم بعزتك لي في كل الأحوال رؤوفا، وعلي في جميع الأمور عطوفا. إلهي وربي من لي غيرك أسأله كشف ضري والنظر في أمري. إلهي ومولاي أجريت علي


[1] نهج البلاغة: الخطبة 193.

نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست