وراحو إلى من
يذكر لهم أنه يخاف من عذاب الله، ويخشى عقابه، يضحكون عليه، ويسخرون منه.. ويغفلون
عن أن أكبر أولياء هذه الأمة ـ على حسب ما يؤمنون ـ وهو الإمام علي لم تكن تخلو
خطبة من خطبه من التحذير من النار.. ولم يكن يخلو دعاء من أدعيته من الاستعاذة
منها.
فهو الذي
يقول: (لو تعلمون ما أعلم مما طوي عنكم غيبه، إذا لخرجتم إلى الصعدات تبكون على
أعمالكم، وتلتدمون على أنفسكم. ولتركتم أموالكم لا حارس لها ولا خالف عليها، ولهمت
كل امرىء منكم نفسه، لا يلتفت إلى غيرها، ولكنكم نسيتم ما ذكرتم، وأمنتم ما
حذرتم، فتاه عنكم رأيكم، وتشتت عليكم أمركم)[1]
ويقول في
خطبة أخرى: (فاتقوا الله عباد الله تقية ذي لب شغل التفكر قلبه، وأنصب الخوف بدنه،
وأسهر التهجد غرار نومه، وأظمأ الرجاء هواجر يومه... وقدم الخوف لأمانه، وراقب في
يومه غده، ونظر قدما أمامه)[2]
ويقول في وصف
أصحاب رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إذا ذكر الله
هملت أعينهم... خوفا من العقاب، ورجاء للثواب)[3]
ويقول في وصف
المتقين: (لو لا الأجل الذي كتب عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقا
إلى الثواب، وخوفا من العقاب... فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون، وهم
والنار كمن قد رآها، فهم فيها معذبون.. فإذا مروا بآية فيها تشويق، ركنوا إليها
طمعا، وتطلعت نفوسهم إليها شوقا، وظنوا أنها نصب أعينهم. وإذا مروا بآية