لكن كل هذه
المعاني الأخلاقية والعرفانية ذات المصادر المعصومة أهيلت عليها كل ألوان الحجب
والتأويل والتحريف الصوفي، حتى أصبحوا يسخرون ممن يذكر النار وعذابها، أو يذكر
الجنة ونعيمها.. ويتصورون أنهم قد ملكوا مفاتيح الوجود بكلمات حفظوها، وغرور
تزينوا به.. مع أن أحدهم قد يقتل أخاه من أجل دينار أو درهم، ثم هو يكذب على نفسه
وعلى الناس، ويزعم أنه زاهد في الجنة جميعا.. وليته قبل أن يزهد في الجنة زهد في
تلك الدنانير القليلة التي يتكالب عليها.