نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 108
31]، والتي رد عليها الله تعالى بقوله: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ
رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ
بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
[الزخرف: 32]
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا هو: فلنفرض أن العرب كما ذكرتم كان لهم من
الكبر ما يحول بينهم وبين الدين الأمازيغي المفترض.. فما يؤذيكم ذلك؟.. وهل أنتم
مكلفون بدعوتهم للإيمان، أم مكلفون بمحاسبتهم؟.. ألم يقل الله لنبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿وَمَا أَنْتَ
عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ [الأنعام: 107]، وقال له: ﴿فَذَكِّرْ
إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) ﴾
[الغاشية: 21، 22]؟
ثم لماذا تعتبرون العرب جميعا أمثال أبي جهل وأبي لهب.. ألم يكن في العرب
محمد رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) خير خلق الله؟.. ألم يكن منهم آل بيته الأطهار؟.. ألم يكن منهم أولئك
الصحابة المنتجبون، والتابعون الطيبون الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله،
ونشر دينهم؟.. ألم يكن فيهم الأولياء والعلماء والصالحون؟
أليس العرب مثلهم مثل غيرهم من الأجناس فيهم المصلح والمفسد، والتقي
والفاجر.. فلم تحكمون عليهم حكما واحدا، وتنزلونهم منزلة واحدة.. هل هذا ما يقتضيه
العقل والمنطق؟.. أم ما تقتضيه الشريعة والحقيقة؟
عودوا إلى وعيكم المغيب.. وتعاملوا مع الحقائق.. وسلموا لله اختياره.. فالله
هو الذي اختار العربية، وهو ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ
لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 108