نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107
اللغة.. والمقدس
من الدعاوى التي يطرحها دعاة الأمازيغية، والتي يحاولون بها الغض من العربية
أو من العرب قولهم: (لو أن النبي كان من الأمازيغ.. والقرآن نزل بالأمازيغية لما
آمن به العرب)، وأظن أنها مقتبسة من كلمة للمفكر الحداثي الأمازيغي محمد أركون..
لست أدري أين قرأتها عنه.
وهذه دعوى عريضة، وخطيرة، ولا يمكن بحال من الأحوال التحقق منها في الواقع،
لأن محمدا (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) هو خاتم الرسل، والقرآن خاتم الكتب.. ولذلك تصبح الدعوى ملغاة مثلها مثل كل
دعوى لا بينة عليها، ولا يمكن التحقق منها.
لكن المشكلة ليست في الدعوى، وإنما فيما ينبني عليها، أو فيما يقرأ بين
سطورها.. فهذا الذي طرح مثل هذه الأفكار، يريد أن يقول للأمازيغ: ما دام العرب لم
يؤمنوا بنبيكم المفترض.. فلم تكلفون أنفسكم بالإيمان بنبيهم.. وما داموا لم يقدسوا
كتابكم المفترض، فلم تقدسون كتابهم؟
هذا ليس تحليلا أفترضه.. بل هو حقيقة ما تفرزه تلك الشعارات التي توجه
للعامة، ليقرؤوها بحسب أمزجتهم وأهوائهم.. والذين تحول الدين عندهم من دين إلهي
إلى دين قومي.. وأصبح تعصبهم لما يطلقون عليه [الهوية] أكثر من تعصبهم لكتابهم
ونبيهم.. وكيف يتعصبون لهما، وهم يتحسرون على أنهما لم يكونا من الأمازيغية أو
بالأمازيغية.. ويرددون من حيث لا يشعرون مقولة المشركين: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ
هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف:
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107