نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 12
إذا قيل للكلب يا باهلي عوى الكلب من لؤم
هذا النسب)[1]
فهؤلاء الفقهاء ـ مع
احترامنا لهم ـ تركوا الأدلة الصريحة الصحيحة لقول شاعر، ويمكنهم لو ساروا على
منواله أن يهجوا القبائل جميعا، بل الخلق جميعا.
وقد
كان كل هذا التعصب للقومية العربية سببا في ظهور ما أطلق عليه [الشعوبية]، وهي
التعصب للأعراق المختلفة من الفارسية والكردية وغيرها، والتي لا نزال نعيش آثارها
إلى اليوم.
بناء
على هذا كانت هذه المقالات محاولة للدعوة إلى العودة إلى الإنسانية التي دعت إليها
مصادر الدين المقدسة، وقد ركزت فيها خصوصا على [الدعوة الأمازيغية] باعتبارها
نموذجا عن الحركات العنصرية القومية، ولكونها حركة جديدة مقارنة بغيرها من الحركات،
ولكونها بدأت تتشكل وتنتشر في المغرب العربي، لتنحرف بلغته السليمة، وفطرته النقية،
لتحوله إلى أداة من أدوات التفتيت والصراع.
وأحب
أن أنبه إلى أن مقصدنا من هذه المقالات هو النصيحة لا غير، فأنا شخصيا أعرف الكثير
من الأمازيغ المؤمنين الطيبين الذين يفخرون بانتمائهم للحضارة الإسلامية في ثوبها
العربي، ولا يرون أي حاجز بين حبهم للعربية وحرصهم عليها، وبين كونهم أمازيغ
يعيشون بين قومهم بحسب العادات التي تعودوا عليها، واللغة التي ينطقون بها.