ولسنا
ندري أي إجماع يدعيه، ولا أي
مستند لذلك الإجماع، بل
الإجماع هو ما نص عليه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وما دل عليه القرآن الكريم، وما أيدته قواعد الدين ومقاصده الكلية.
وقد نقل بعضهم مذهب
الغزالي في النسب، ورد عليه بقوله: (قال الإمام والغزالي: وشرف النسب من ثلاث جهات: جهة النبوة وجهة
العلم وجهة الصلاح المشهور، ولا عبرة بالانتساب لعظماء الدنيا والظلمة
المستولين على الرقاب، وإن تفاخر الناس بهم)، قال الرافعي: ولا يساعدهما عليه كلام
النقلة في العظماء، فيعتبر الانتساب إليهم … وكيف لا يعتبر
وأقل مراتب الإمرة ونحوها أن تكون كالحرفة؟ وذو الحرفة الدنيئة لا
يكافئ النفيسة)[2]
وقد نشأ عن فتح هذا الباب
العصبية المحرمة بين العرب وغيرهم، بل بين العرب أنفسهم، بل نجد هذه العصبية قد
انتقلت لكتب الفقه نفسها، ففي كتاب منها يقول صاحبه: (سائر العرب بعضهم أكفاء
لبعض، وبنوا باهلة ليسوا بأكفاء لعامة العرب؛ لأنهم يعرفون بالخساسة قيل: إنهم يستخرجون
النقي من عظام الميتة ويأكلونه قال الشاعر: