responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 10

فلما كان بالغداة أرسل إليّ، فعلمت أنه أخذ برأيي وترك رأي سمرة) [1]

بل إن الأمر لم يقتصر على عوام الناس وخاصتهم، بل تعداه إلى أهل الدين منهم، وخصوصا أولئك الذين حصروا الدين في الطقوس والشعائر، وغفلوا عن الأخلاق والقيم، فقد رووا أن عامر بن عبد القيس ـ مع نسكه وزهده وتقشفه وإخباته وعبادته ـ كلّمه حمران مولى عثمان بن عفان عند عبد الله بن عامر صاحب العراق في تشنيع عامر على عثمان وطعنه عليه، فأنكر ذلك، فقال له حمران: لا كثّر الله فينا مثلك! فقال له عامر: بل كثّر الله فينا مثلك! فقيل له: أيدعو وتدعو له؟ قال: نعم، يكسحون طرقنا، ويخرزون خفافنا، ويحركون ثيابنا. فاستوى ابن عامر جالسا، وكان متكئا، فقال: ما كنت أظنك تعرف هذا الباب، لفضلك وزهادتك. فقال: ليس كل ما ظننت أني لا أعرفه، لا أعرفه.

وليت الأمر اقتصر على كل هذا، بل تعداه إلى الفقهاء أنفسهم، والذين راحوا يدعون إلى العصبية العربية من غير شعور، وكأنها حقيقة مطلقة، حتى اعتبروا ما دل من النصوص السابقة على الأخوة العامة بين المؤمنين خاصا بالآخرة، فقد نقل بعضهم قول مالك قوله: لا تعتبر الكفاءة إلا في الدين، واستدلاله من القرآن والسنة على ذلك فرد عليه بقوله: (قلنا: المراد به في حكم الآخرة وكلامنا في الدنيا)، قال الشارح: (وإلا ففي الدنيا ثابت فضل العربي على


[1] العقد الفريد (3/ 361)

نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست