نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9
كان
يبديها القوميون من العرب تجاه العجم، فذكروا أنهم كانوا يقولون: (لا يقطع الصلاة إلا
ثلاثة: حمار، أو كلب أو مولى)، وأنهم (كانوا لا يكنونهم بالكنى، ولا يدعونهم إلا
بالأسماء والألقاب، ولا يمشون في الصف معهم، ولا يتقدمونهم في الموكب، وإن حضروا
طعاما قاموا على رؤسهم، وإن أطمعوا المولى لسنّه وفضله وعلمه أجلسوه في طرف
الخوان؛ لئلا يخفى على الناظر أنه ليس من العرب، ولا يدعونهم يصلون على الجنائز
إذا حضر أحد من العرب، وإن كان الذي يحضر غريرا؛ وكان الخاطب لا يخطب المرأة منهم
إلى أبيها ولا إلى أخيها، وإنما يخطبها إلى مواليها؛ فإن رضي زوّج وإلا ردّ، فإن
زوّج الأب والأخ بغير رأي مواليه فسخ النكاح، وإن كان قد دخل بها كان سفاح غير
نكاح)[1]
بل
إن الأمر بلغ أخطر من ذلك، فقد روي أن معاوية دعا الأحنف بن قيس وسمرة بن جندب،
فقال: (إني رأيت هذه الحمراء ـ يقصد غير العرب ـ قد كثرت، وأراها قد طعنت على
السلف، وكأني أنظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان؛ فقد رأيت أن أقتل شطرا وأدع
شطرا لإقامة السوق وعمارة الطريق؛ فما ترون؟ فقال الأحنف: أرى أن نفسي لا تطيب؛
أخي لأمي وخالي ومولاي، وقد شاركناهم وشاركونا في النسب. فظننت أني قد قتلت عنهم؛
وأطرق.فقال سمرة بن جندب: اجعلها إلىّ أيها الأمير، فأنا أتولى ذلك منهم وأبلغ
منه.فقال: قوموا حتى أنظر في هذا الأمر.. قال الأحنف: فقمنا عنه وأنا خائف، وأتيت
أهلي حزينا؛