لكن
هذه التوجيهات النبوية لم تلق العناية الكافية، ومن الأجيال الأولى من المسلمين،
حيث بدأ التصنيف العرقي بمجرد وفاة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وحصل الخلاف بين بعض
المهاجرين وبعض الأنصار ممن لم يتشربوا القيم الإسلامية تشربا كافيا.
وزاد
حكم الطلقاء للمسلمين المسألة تعقيدا، حيث عادت الجاهلية العرقية بأثواب مختلفة،
أهمها ذلك التعالي الذي أبداه بعض العرب تجاه الموالي، وكان بداية لنشوء القومية
العربية الممتلئة بالعنصرية المقيتة.
وقد
ذكر المؤرخون والأدباء الكثير من المظاهر الاجتماعية لذلك[2]، ومنها أن نافعا بن جبير بن مطعم طلب من رجل من أهل الموالي من
غير العرب أن يصلي به، فاستفسروا عن سبب ذلك؛ فقال: إنما أردت أن أتواضع لله
بالصلاة خلفه.
ورووا
أنه كان إذا مرّت به جنازة قال: من هذا؟ فإذا قالوا قرشي؛ قال: واقوماه! وإذا
قالوا: عربي؛ قال: وابلدتاه! وإذا قالوا: مولى؛ قال: هو مال الله، يأخذ ما شاء
ويدع ما شاء.
وذكر
ابن عبد ربه والجاحظ وغيرهما بعض مظاهر التمييز العنصري التي