نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
خلفها، فقال: (فإذا كان هؤلاء القوم يستخرجون الجدّ من الهزل، فكيف لا
يستخرجون الجــــدّ مـــن الجدّ، بل لهم ذلك لكونهم لا يقفون عند ظاهر الألفاظ،
وإنّما ينظرون إلى المعاني الدالّة على المراد، ولا يلتفتون للحن ولا للإعراب، بل
يأخذون المعاني من حيث وجدوها، فهم ناظرون لإشارة الأرواح، غافلون عما يتلفظ به
اللسان، تراهم مع الله في كلّ حال وشأن، مع انّه كلّ يوم هو في شأن)[1]
وذكر ابن عجيبة قصة عن بعض العارفين في ذلك، فقال: (كان شيخ شيخنا رضي الله
عنه إذا ذكر من تقدم له في العربية يقول له أنت اترك شيئاً من عربيتك، وأنا أترك
شيئاً من جبليتي، يعني من اللغة الجبلية، ونلتفت للطريق)[2]
[1]
ابن عليوة، المنح القدوسية في شرح المرشد المعين على الطريقة الصوفية، ص24..