نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33
إبليس.. رائد العنصرية
تكرار القرآن الكريم لقصة إبليس ورفضه السجود لآدم، وذكره في نفس الوقت أن
الملائكة مع شرفها وفضلها وعصمتها قامت بالسجود تلبية لأمر الله، ليس اعتباطا، ولا
مجرد تسلية.. بل هو تحذير خطير للبشرية أن يحل بها مثلما حل بإبليس.
فإبليس هو مجرد نموذج عن الكبر والاستعلاء، كما أن الملائكة نماذج عن
التواضع والتسليم.. والإنسان مخير بعد ذلك بين اختيار منهج أحدهما.. إما التسليم
والتواضع، أو التكبر والاعتراض.
أما التسليم والتواضع، فهو اعتقاد الإنسان أنه عبد فقير لله، فذلك يمارس
عبوديته بكل تواضع واحترام لجميع خلق الله.. احترام كل شيء، حتى الأرض التي يسير
عليها، لأنه لا يدري لعلها أفضل منه.. قال تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ
قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]
أما التكبر والاعتراض، فهو اعتقاد الإنسان أنه أفضل من غيره، وأنه خير منه
بسبب لغته التي يتكلم بها، أو جيناته التي يحملها، أو الأرض التي يسكن فيها، أو
الزمن الذي وجد فيه.. لأنه يردد بذلك مقولة إبليس الخطيرة: ﴿أَنَا خَيْرٌ
مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]،
والتي تمثل الاستعلاء في أعلى درجاته.. ذلك أن الذي يحدد الخيرية هو الله.. وليس
لأحد من الناس أي
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33