نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
كان أن يطغى ويستعلي، ويقول لغيره: أنا خير منك.. وإلا كان مصيره مصيره
إبليس.. بل هو في الحقيقة ليس سوى جندي من جنوده، ووارث من ورثته.
وعلى
هدي القرآن الكريم في التحذير من إبليس، واعتباره رائدا للعنصرية والقومية
والشعوبية وكل النزعات الاستكبارية، سار الناصحون من الربانيين والورثة والأوصياء على
هذا المنهج، فراحوا يدعون إلى الاعتبار بقصة إبليس حتى لا يكررها الإنسان مع
إخوانه من البشر.
ومن
أجمل تلك الوصايا، وأشملها خطبة أمير المؤمنين الإمام علي في ذم إبليس[1]، والتي تعتبر دستورا في الرد على العنصرية والطائفية وكل
النزعات الاستكبارية.
والتي
بدأها بهذه الديباجة العرفانية المرتبطة بالرؤية التوحيدية للكون: (الحمد لله الذي
لبس العز والكبرياء، واختارهما لنفسه دون خلقه، وجعلهما حمى وحرما على غيره،
واصطفاهما لجلاله، وجعل اللعنة على من نازعه فيهما من عباده)
ثم ذكر اختبار الله لملائكته المقربين، ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين،
(إلا إبليس اعترضته الحمية، فافتخر على آدم بخلقه، وتعصب عليه لأصله)
ولهذا فقد صار إبليس ـ كما يذكر الإمام علي ـ (عدو الله إمام المتعصبين،