نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36
لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على
العالمين)
ثم إن خطورة إبليس ـ كما يذكر الإمام علي في خطبته ـ ليس في كونه رائدا
عمليا للكبر والعنصرية، بل في كونه أيضا داعية أيديولوجيا لهما، وهو يملك من وسائل
الإقناع ما يستطيع أن يؤثر به على من لم يكمل تسليمهم لله، وتواضعهم له..
يقول الإمام: (فاحذروا عدو الله أن يعديكم بدائه، وأن يستفزكم بندائه، وأن
يجلب عليكم بخيله ورجله.. فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد، وأغرق لكم بالنزع الشديد،
ورماكم من مكان قريب، و﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ
لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: 39]، قذفا
بغيب بعيد، ورجما بظن غير مصيب)
ثم ذكر الإمام علي من استجاب لإبليس، وأطاعه في عنصريته، وقلده فيها، فقال:
(صدقه به أبناء الحمية، وإخوان العصبية، وفرسان الكبر والجاهلية)
ثم ذكر آثار تلك العنصرية التي نشرها الشيطان بين بني الإنسان، فقال: (حتى
إذا انقادت له الجامحة منكم، واستحكمت الطماعية منه فيكم، فنجمت الحال من السر
الخفى إلى الأمر الجلي، استفحل سلطانه عليكم، ودلف بجنوده نحوكم، فأقحموكم ولجات
الذل، وأحلوكم ورطات القتل، وأوطأوكم إثخان الجراحة، طعنا في عيونكم، وحزا في
حلوقكم، ودقا لمناخركم، وقصدا
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36