نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39
وموطىء قدمه، ومأخذ يده)
(فاعتبروا بما أصاب الامم المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته، ووقائعه
ومثلاته، واتعظوا بمثاوي خدودهم، ومصارع جنوبهم، واستعيذوا بالله من لواقح الكبر،
كما تستعيذونه من طوارق الدهر)
وبعد كل هذه التحذيرات راح الإمام علي يصف الصفوة المؤمنة، وتسليمها لله،
وتواضعها لخلقه، فقال: (فلو رخص الله في الكبر لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة
أنبيائه وأوليائه، ولكنه سبحانه كره إليهم التكابر، ورضي لهم التواضع، فألصقوا بالأرض
خدودهم، وعفروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين، وكانوا قوما مستضعفين،
قد اختبرهم الله بالـمخمصة، وابتلاهم بالـمجهدة، وامتحنهم بالـمخاوف، ومخضهم
بالمكاره، فلا تعتبروا الرضى والسخط بالمال والولد جهلا بمواقع الفتنة، والاختبار
في مواضع الغنى والافتقار، فقد قال سبحانه: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا
نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ
بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)﴾ [المؤمنون: 55، 56]، فإن الله سبحانه يختبر
عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم)
ثم ذكر مثالا عن ذلك بموسى عليه السلام الذي دخل (ومعه أخوه هارون على فرعون،
وعليهما مدارع الصوف، وبأيديهما العصي، فشرطا له ـ إن أسلم ـ بقاء ملكه، ودوام عزه،
فقال: ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العز، وبقاء الملك، وهما بما ترون من حال
الفقر والذل، فهلا ألقي عليهما أساورة من
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39