نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40
ذهب؟ إعظاما للذهب وجمعه، واحتقارا للصوف ولبسه! ولو أراد الله سبحانه
بأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان، ومعادن العقيان، ومغارس الجنان، وأن
يحشر معهم طير السماء ووحوش الارضين لفعل، ولو فعل لسقط البلاء، وبطل الجزاء،
واضمحلت الأنباء، ولما وجب للقابلين أجور المبتلين، ولا استحق المؤمنون ثواب
الـمحسنين، ولا لزمت الأسماء معانيها، ولكن الله سبحانه جعل رسله أولي قوة في
عزائمهم، وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم، مع قناعة تملأ القلوب والعيون غنى،
وخصاصة تملأ الأبصار والأسماع أذى)
وهكذا كان من حكمة الله تعالى ـ كما يذكر الإمام علي ـ أن يختبر خلقه
بالمتواضعين والبسطاء ليتميز المسلّم لله عن المعترض عليه، فـ (لو كانت الأنبياء
أهل قوة لا ترام، وعزة لا تضام، وملك تمد نحوه أعناق الرجال، وتشد إليه عقد الرحال،
لكان ذلك أهون على الخلق في الاعتبار، وأبعد لهم من الاستكبار، ولآمنوا عن رهبة
قاهرة لهم، أو رغبة مائلة بهم، فكانت النيات مشتركة، والحسنات مقتسمة، ولكن الله
سبحانه أراد أن يكون الاتباع لرسله، والتصديق بكتبه، والخشوع لوجهه، والاستكانة لأمره،
والاستسلام لطاعته، أمورا له خاصة، لا تشوبها من غيرها شائبة، وكلما كانت البلوى
والاختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل)
وذكر الإمام علي مثالا على سنة الله تعالى في ذلك بالمكان الذي اختاره
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40