نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48
وهكذا الدولة الموحدية، والتي تأسست على أنقاض دولة المرابطين، واستمر حكمها
ما يقارب مئة وخمسين سنة، واستطاعت أن تفرض سيطرتها على كامل الشمال الإفريقي
الغربي بالإضافة إلى بلاد الأندلس.. فقد أسس هذه الدولة عبد المؤمن بن علي الكومي
الذي ينتمي إلى قبيلة الكوميّة من قبائل الأمازيغ، وكان أوّل حاكم فعلي لدولة
الموحّدين.
ومع ذلك فقد كان لهذه الدولة الأمازيغية اهتمام كبير بالإسلام والعربية، ولم
تعتبرهما احتلالا، ولا اختراقا للمغرب، بل إنها أسست الكثير من المدارس، ورعت
الحياة الثّقافيّة والعلميّة في المغرب والأندلس.
وهكذا نرى أكثر دول المغرب تتأسس على أياد أمازيغية حتى ما كان منها ظاهر
العروبة، فإن الذي استقدمه أو اقتنع به، أو دعاه إلى الحكم هم الأمازيغ أنفسهم..
فالفضل في تأسيس دولة الأدارسة واستقلالها عن العباسين يعود إلى قبيلة آوربة
الأمازيغيّة، التي استضافت إدريس الأول مؤسس الدولة عندما لجأ إليها هارباً، وقد
دعمته حتى استطاع اتخاذ مدينة وليلي مرتكزاً له ضم كل من فزاز وتلمسان، وبعد
اغتيال إدريس الأول بمكيدة من الخليفة العباسيّ، استطاع ابنه إدريس الثاني بناء
مدينة فاس وبسط نفوذه على مناطق أوسع من المغرب.
وهكذا كان الحال مع الدولة الفاطمية التي أسستها في الحقيقة قبيلة كتامة،
وهي قبيلة أمازيغية تسكن في المنطقة الشرقية من دولة الجزائر الحالية، في منطقة
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48