نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47
لن نكلمكم، لأننا ذكرنا أننا نكلم المؤمنين من الأمازيغ فقط، لا النازيين
والصهاينة منهم.
ولهذا فإن هؤلاء المؤمنين يعرفون تماما أن الأمازيغ سرعان ما اندمجوا مع
الواقع الجديد، بل سرعان ما تشكلت لهم دول أسسوها بأنفسهم، ودام حكمهم لها قرونا
طويلة، وكان في إمكانهم حينها طرد العرب، أو إحلال الأمازيغية بدل العربية، لكنهم
لم يفعلوا.
بل إن دولة المرابطين، وهي دولة أمازيغية، كانت من أحرص الدول على العربية
والشعائر الإسلامية، بل كان قادتها من الفقهاء أنفسهم، مع أنها تأسست على يدي
قبيلة لمتونة الأمازيغية، واعتمدت في بدايتها على العصبية الصنهاجية بعد التحام
عدد من قبائلها الكبيرة.
لكنها مع ذلك حرصت على الروح العربية الإسلامية المبنية على اعتقاد مالكي
سني، ولذلك سمت نفسها تسمية معبرة عن ذلك، وهي [دولة الرباط والإصلاح]
وفوق ذلك كله، فقد سيطرت على رقعة جغرافية تمتد من المحيط الأطلسي غربًا
وبلاد شنقيط وحوض نهر السنغال جنوبًا، وامتدّت شرقًا لتحاذي إمبراطورية كانم
وتزاحمها على بحيرة تشاد في الصحراء الكبرى. وامتد هذا المجال في الشمال لتشمل
أجزاء من شبه الجزيرة الأيبيرية، وسيطرت على الأندلس.
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47