نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
النسبة والهوية
من محاسن اللغة العربية، وربما غيرها من اللغات، أنها تفتح مجالات كثيرة
للنسبة، فلا تربطها بالنسب فقط، وإنما تضم إليها أشياء كثيرة، منها ما له علاقة
باختيار الإنسان، ومنها ما ليس له علاقة..
ولذلك قد ينسب الشخص إلى لغته، فهو عربي إن تحدث اللغة العربية، سواء كان من
العرق العربي أو لم يكن.. وهذا تبدأ مصاديقه من أول العرب المستعربة، الذين أطلق
عليهم هذا اللقب لتحول لسانهم إلى العربي.
وربما يستدل لهذا بما ورد في الحديث أن قيس بن مطاطية جاء إلى حلقة فيها
سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي، فقال: هذا الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة
هذا الرجل، فما بال هذا. فقام إليه معاذ بن جبل فأخذ تلبيبه ثم أتى به النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فأخبره بمقالته فقام النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قائما يجر رداءه حتى دخل
المسجد، ثم نودي أن الصلاة جامعة، وقال: (يا أيها الناس إن الرب واحد، والأب واحد،
وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم وإنما هي اللسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي)[1]
وينطبق هذا في الواقع الحالي على أكثر الدول الناطق بالعربية، التي نطلق
عليها هذا الوصف بغض النظر عن اختلاف أنسابها.. فلذلك نسميها عربية