نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 89
خذو العبرة من مسيحيي المشرق
من العجائب التي أفرزها هذا الواقع المملوء بالفتن أن نطلب من المسلمين
الاقتداء بالمسيحيين، ولكن ليس لنا إلا ذلك.. والقرآن الكريم دعانا إلى التعامل
بالعدالة والحياد التام، وأن نعطي كل شيء حقه.
ولهذا فإننا إذا قارنا بين الموقف الأمازيغي المعادي للعربية، وبين موقف
مسيحيي المشرق نجد البون الشاسع، فالأقباط المسيحيون الذين دخل الإسلام أرضهم، وهم
يتكلمون بالقبطية، ما أسرع ما تركوا قبطيتهم، وراحوا يتعلمون العربية، ويتحدثون
بها في حياتهم العادية، ويكتبون بها الكتب والمؤلفات التي تنصر دينهم، بل وترد على
الإسلام نفسه.. ولم يتركوا للقبطية من مجال إلا المجال الديني المحض المتمثل في
الطقوس التي يؤدونها بها.
وهكذا إذا ذهبنا إلى مسيحيي لبنان وفلسطين وسورية والعراق،حيث نجد عشق
العربية متغلغلا في جذورهم مع كون الكثير منهم ليسوا عربيا، وكونهم يعرفون لغات
أخرى، ويجيدونها، لكنهم يحصرون استعمالهم لها في المجال الديني المحض، أما الحياة،
فهم يتحدثون فيها بالعربية، ويعربون عن مدى حبهم لها.
والأمثلة على ذلك كثيرة جدا.. لكن أجملها وأشرفها أولئك الآباء اليسوعيون
الذين خدموا العربية ومعاجمها بما لم يخدمها به العرب أنفسهم.
ومنهم
تلك الأسرة الطيبة أسرة ناصيف اليازجي، وهي أسرة مسيحية،
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 89