وما أشار إليه
القرآن الكريم من هذه العقائد الفاسدة لا يزال يوجد ما يدل عليها في الكتاب
المقدس، فهل يمكن أن نقبل ذلك منهم؟.. وهل يمكن أن يسلم شخص يتصور الله بتلك
الصورة البشعة التي يرسمها الكتاب المقدس، ثم لا يكتفى من إيمانه إلا بالاعتراف
برسول الله a؟
وهل يطالب التنويريون
اليهود والنصارى بأن يقيموا أمثال هذه النصوص التي لا تزال توجد في كتبهم المقدسة
المشتركة [1]،
والتي تصف الله ككائن يتصف بصفات البشر، فهو يأكل ويشرب ويتعب ويستريح ويضحك
ويبكي، غضوب متعطش للدماء، يحب ويبغض، متقلب الأطوار، يُلحق العذاب بكل من ارتكب
ذنباً سواء ارتكبه عن قصد أو ارتكبه عن غير قصد، ويأخذ الأبناء والأحفاد بذنوب
الآباء، بل يحس بالندم ووخز الضمير (خروج 32/10 ـ 14)، وينسى ويتذكر (خروج 2/23 ـ
24)، وهو ليس عالماً بكل شيء، ولذا فهو يطلب من أعضاء جماعة إسرائيل أن يرشدوه بأن
يصبغوا أبواب بيوتهم بالدم حتى لا يهلكهم مع أعدائهم من المصريين عن طريق الخطأ
(خروج 12/13 ـ 14)..
وهو إله
متجرِّد، ولكنه في الوقت نفسه يأخذ أشكالاً حسية محددة، فهو يطلب إلى اليهود
(جماعة يسرائيل) أن يصنعوا له مكاناً مقدَّساً ليسكن في وسطهم (خروج 25/8)، كما
يسير أمام جماعة يسرائيل على شكل عمود دخان في النهار كي يهديهم
[1] انظر: موسوعة اليهود واليهودية
والصهيونية، للمسيري.
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129