نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137
التنويريون .. والدنيا
ربما يكون أحسن
لقب للتنويريين بمختلف اتجاهاتهم ومناهجهم هو [الدنيويون]، فهم مستغرقون في حب الحياة
الدنيا، والتعلق بها، والدعوة إليها، واعتبارها البداية والنهاية، وأن إليها
المنتهى، لا إلى الله، ولا إلى حقائق الوجود المطلقة، التي لا تساوي الدنيا أمامها
جناح بعوضة.
ولذلك يتفقون
على أن الدين ـ بصورته الموروثة ـ عقبة دون التحقق بما تتطلبه الحياة الدنيا من
مقتضيات، ثم يختلفون بعد ذلك، فمنهم من يصرح بإلحاده، مثلما فعل القس [جان مسلييه]
الذي كان رجل دين مسيحي، لكنه آثر الإلحاد، ومات عليه، أو مثلما فعل عبد الله
القصيمي، ذلك الذي كتب الكتب في نصرة الاتجاه السلفي، وتكفير الصوفية والشيعة
وغيرهما، ثم راح يكفر بالدين نفسه، ويكتب الكتب في الرد عليه باعتباره عقبة كبرى
دون التطور.
ومنهم من لا
تكون له جرأة ماسلييه ولا القصيمي، فلذلك ينهج منهجا آخر هو أخطر على الدين من
الإلحاد المجرد الواضح، وهو تفصيل الدين على مزاجه، باستعمال مناهج وأساليب مختلفة
ليصبح الدين نفسه دنيويا، والغاية منه دنيوية محضة.
وأول علامات
هؤلاء هو نفورهم من الغيب، وتركيزهم على عالم الشهادة، واعتبارهم أن الغيب يحول
دون الشهادة، فلذلك إذا ما ذكر الغيب بينهم راحوا يسخرون، ويذكرون لازمتهم التي
تعودوا ترديدها، وهي أن الغرب يتطور، ويصنعون الصواريخ، ونحن لا زلنا نبحث في عالم
الغيب..
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137