responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 138

 

ولكنهم ـ وهم يقولون هذا الكلام بتثاؤب وكسل ـ لا يقدمون شيئا، وإنما ينتقدون فقط الإيمان بالغيب، ويسخرون من أولئك الطيبين الذين تعيش أجسادهم في عالم الشهادة بينما تحلق أرواحهم في عالم الغيب، وهم الذين مدحهم الله تعالى في أول كتابه، بل اعتبر الهداية قاصرة عليهم؛ فقال: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: 2، 3]

وهكذا أثنى على الذين يخشون ربهم بالغيب، واعتبرهم من المتقين، لأنه لا تحصل التقوى إلا لمن آمن بالغيب، وجعله كل لحظة بين عينيه، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 48، 49]

وهكذا اعتبرهم من الأوابين الحافظين للعهود، بسبب إيمانهم بالغيب، كما قال تعالى:﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ [ق: 31 - 33]

بل إنه أخبر أن الإنذار الذي كلف به رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لا يستفيد منه إلا المؤمنون بالغيب، كما قال تعالى: ﴿وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾ [يس: 10، 11]

وهذه الآية الكريمة تعبر بدقة عن ذلك السلوك الذي يمارسه التنويريون، ويكادون يتفقون عليه من إزاحة الإنذار من وظائف النبوة والدعوة إلى الله، واعتبار الدعوة فقط تبشيرا لا إنذارا، ولذلك يتصورون أن كل من يتحدث عن عذاب القبر أو

نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست