نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
الغزالي..
ورحمة الله الواسعة
من المغالطات
التي يمارسها التنويريون الجدد في مناسبات كثيرة ادعاؤهم الرجوع للعلماء، وخاصة
الكبار منهم، أو المقبولين لدى عامة الناس؛ وهو تصرف لا يتناسب مع دعوتهم
للاجتهاد، والبحث عن الدليل، ذلك أن الاجتهاد يقتضي النظر في المسألة وحججها من
غير اهتمام بمن قال بذلك، أو لم يقل.
وقد كان يمكن أن
يقبل منهم ذلك، لو أن رجوعهم للعلماء كان سليما، وكان مبنيا على دراسة وتحقيق،
وليس عن تهور وعجلة.. ذلك أن العجلة لا تتناسب مع التحقيق، ولا مع البحث العلمي،
القائم على التدقيق والأناة للوصول إلى الحقيقة.
ومن الأمثلة على
ذلك أنهم يرددون جميعا مقولة الغزالي في [فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة] في
سعة الرحمة الإلهية، وفي إمكانية شمولها للأمم جميعا؛ وهو قوله: (وأنا أقول: إن
الرحمة تشمل كثيراً من الأمم السالفة، وإن كان أكثرهم يعرضون على النار إما عرضة
خفيفة، حتى في لحظة، أو في ساعة، وإما في مدة، حتى يطلق عليهم اسم بعث النار، بل
أقول: إن أكثر نصارى الروم والترك في هذا الزمان تشملهم الرحمة إن شاء الله تعالى:
أعني الذين هم في أقاصي الروم والترك، ولم تبلغهم الدعوة) [1]
ثم ذكر أن هؤلاء
ثلاثة أصناف: (صنف: لم يبلغهم اسم محمد(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أصلاً، فهم معذورون.. وصنف: بلغهم اسمه
ونعته، وما ظهر عليه من المعجزات، وهم المجاورون لبلاد الإسلام، والمخالطون لهم،
وهم الكفار الملحدون.. وصنف: