نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164
ثالث بين
الدرجتين، بلغهم اسم محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ولم يبلغهم نعته
وصفته، بل سمعوا أيضاً منذ الصبا أن كذاباً ملبساً اسمه محمد ادعى النبوة، كما سمع
صبياننا أن كذاباً يقال له المقفع، ادعى أن الله بعثه وتحدى بالنبوة كاذباً.. فهؤلاء
عندي في معنى الصنف الأول، فإنهم مع أنهم سمعوا اسمه، سمعوا ضد أوصافه، وهذا لا
يحرك داعية النظر في الطلب) [1]
فهذا النص الذي
تعلقوا به، وراحوا ينشرونه في كل محل، وكأنه من آية من القرآن الكريم، لا يدل على
ما يقصدونه من الترحم على الكفرة والملحدين، فالغزالي ذكر فيه سعة الرحمة الإلهية
العامة، وهو أمر متفق عليه عند جميع المؤمنين، بل عند جميع العقلاء، ولم يذكر فيه
الترحم الذي لا يختلف عن طلب الشفاعة والاستغفار وصلاة الجنازة.. فكل هذه أحكام
شرعية لم يشر إليها النص الذي اعتمدوا عليه.
بالإضافة إلى
ذلك، فإن ذلك النص مقيد بنصوص كثيرة أوردها الغزالي في نفس كتابه هذا، أو في غيره
من الكتب ولا يفهم ذلك النص إلا ضوئها.
فقد ذكر في محل
قريب من هذا النص ما يناقض كل المستلزمات التي استلزموها من النص السابق، فقد قال:
(وأما من سائر الأمم فمن كذبه بعدما قرع سمعه بالتواتر عن خروجه، وصفته، ومعجزاته
الخارقة للعادة، كشق القمر، وتسبيح الحصا، ونبع الماء من بين أصابعه، والقرآن
المعجز الذي تحدى به أهل الفصاحة وعجزوا عنه فإذا قرع ذلك سمعه، فأعرض عنه، وتولى
ولم ينظر فيه ولا يتأمل، ولم يبادر إلى التصديق، فهذا هو الجاحد الكاذب، وهو
الكافر، ولا يدخل في هذا أكثر