responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 165

الروم والترك الذين بعدت بلادهم عن بلاد المسلمين) [1]

وهو بهذا يخرج من تلك الرحمة التي ذكرها في النص الأول كل من سمع برسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وأعرض عنه، ولم ينظر، ولم يتأمل، ولم يبحث، ولم يبادر إلى التصديق.. بل اعتبره جاحدا كاذبا.. وهذا الوصف يصدق على الكثير من عوام هذا العصر، فكيف بعلمائهم الذين كانت لهم علاقة بالمسلمين، واحتكاك شديد بهم، بالإضافة إلى سماعهم عن الإسلام.. سواء المشوه والمحرف منه، وغير المشوه والمحرف.. وكان ذلك في الأصل ـ كما يذكر الغزالي ـ داعية للبحث والطلب، كما حصل للكثير من الذين أسلموا بعد البحث والطلب؛ خاصة وأن كل الوسائل متوفرة للتحقيق والنظر.

بل إن الغزالي ـ الذي استعملوه مطية للإرجاء ـ زاد على ذلك التشدد بقوله ـ تتمة للنص السابق ـ: (بل أقول: من قرع سمعه هذا، فلا بد أن تنبعث فيه داعية الطلب ليستبين حقيقة الأمر إن كان من أهل الدين، ولم يكن من الذين استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة؛ فإن لم تنبعث فيه هذه الداعية، فذلك لركونه إلى الدنيا، وخلوه عن الخوف وخطر أمر الدين، وذلك كفر وإن انبعثت الداعية، فقصر عن الطلب، فهو أيضاً كفر) [2]

وهو قول أخطر من السابق، فلا يكفي عند الغزالي مجرد السماع، بل ينبغي أن يسرع في البحث والتحقيق والنظر، فإن منعه ذلك أي مانع من موانع الدنيا، فقد اعتبره كافرا مثله مثل من سبق.


[1] فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، ص86.

[2] فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، ص87.

نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست