نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 166
وهو لم يعذر إلا
من كان عاميا بسيطا لا قدرة له على البحث والنظر، أو ذلك الذي (اشتغل بالنظر
والطلب، ولم يقصر، فأدركه الموت قبل تمام التحقيق، فهو أيضاً مغفور له ثم له
الرحمة الواسعة) [1]
فالغزالي لم يعف
إلا من اجتهد، وبحث، ولكن الموت أدركه قبل أن يصل إلى الحقيقة.. لا الذي عاش عمره
جميعا جاحدا لها، متبرئا منها، ساخرا من أصحابها.
وهكذا قال قبل
ذلك النص الذي اعتمدوا عليه: (فأبشر برحمة الله وبالنجاة المطلقة إن جمعت بين
الإيمان والعمل الصالح، وبالهلاك المطلق إذا خلوت عنهما جميع.. وإن كنت صاحب يقين
في أهل التصديق، وصاحب خطإ في بعض التأويل، أو صاحب شك فيهما، أو صاحب خلط في
الأعمال فلا تطمع في النجاة المطلقة.. واعلم أنك بين أن تعذب مدة ثم تخل، وبين أن
يُشفَعَ فيك من تيقنْتَ صدقه في جميع ما جاء به أو غيرِهِ.فاجتهد أن يغنيك الله
بفضله عن شفاعة الشفعاء، فإن الأمر في ذلك مُخطِرٌ) [2]
وقبلها، وفي أول
الكتاب ذكر ما هو أخطر من ذلك؛ فقد قال ـ عند بيانه لحد الكفر ـ: (لعلك تشتهي أن
تعرف حد الكفر، بعد أن تتناقض عليك حدود أصناف المقلدين، فاعلم: أن شرح ذلك طويل،
ومدركه غامض، ولكني أعطيك علامة صحيحة فتطردها وتعكسها، لتتخذ مطمح نظرك، وترعوي
بسببها عن تكفير الفرق، وتطويل اللسان في أهل الإسلام، وإن اختلفت طرقهم ماداموا
متمسكين بقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، صادقين بها، غير مناقضين لها؛ فأقول: الكفر: هو تكذيب