نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 167
الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في
شيء مما جاء به، والإيمان: تصديقه في جميع ما جاء به) [1]
ثم راح يبين
مصاديق ذلك، فقال: (فاليهودي والنصراني: كافران ؛ لتكذيبهما للرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. والبرهمي: كافر بالطريق الأولى ؛ لأنه أنكر مع
رسولنا سائر المرسلين.. والدهري: كافر بالطريق الأولى، لأنه أنكر مع رسولنا
المرسل، سائر الرسل، وهذا لأن الكفر حكم شرعي: كالرق والحرية مثلاً، إذ معناه.. الحكم
بالخلود في النار، ومدركه شرعي، فيدرك: إما بنص، وإما بقياس على منصوص: وقد وردت النصوص في اليهود والنصارى، والتحق
بهم بالطريق الأولى: البراهمة،
والثنوية، والزنادقة، والدهرية. وكلهم مشركون مكذبون للرسل.فكل كافر مكذب
للرسل.وكل مكذب للرسل فهو كافر.فهذه هي العلامة المطردة المنعكسة)[2]
وهذا النص واضح
لا لبس فيه، وقد قاله في نفس الكتاب الذي تعلقوا به، ولو أنهم قرأوه بأناة لفهموا
أغراض مؤلفه، ولم يخرجوا كلامه عن حده.
مع أن الغزالي
لم يذكر أبدا الدعاء بالرحمة ولا بالمغفرة لأعيان هؤلاء الكفرة وغيرهم، بل ذكر
إمكانية أن تسعهم رحمة الله تعالى، ما داموا لم يقصروا في البحث والنظر والتحقيق.
أما إذا عدنا
إلى كتب الغزالي الأخرى، والتي خصصها للتربية والسلوك، فنجد الأمر أبعد مما
تصوروا، فقد ذكر الغزالي عن نفسه ـ مع كونه مؤمنا مسلما، بل عالما من علماء
المسلمين ـ كيف أحاطت به المخاوف من النار وعذابها، خشية أن يكون كل ما هو فيه
رياء وسمعة، فقد قال في [المنقذ من الضلال]: (ثم لاحظت أحوالي،