نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 209
الغرب..
والتلاعب بالعواطف
من المهارات
الكبرى التي يتقنها الإنسان الغربي عموما، وساسته ومثقفوه خصوصا قدرة التلاعب على
أوتار العواطف.. وتبادل الأدوار فيها.. وهي تضاهي بنفس القيمة والمقدار مهارتنا في
استعمال عواطفنا والخضوع لها، وتحييد العقل بأنواعه عند التعارض معها.
ويحضرني في هذا
ما ذكره لي بعضهم أن الاستعمار الفرنسي كان يدخل القرية، فيعتقل شبابها، ويصادر
ثرواتها.. وقبل انصرافه يوزع جنوده بعض الحلوى على أولاد القرية، فيصيح عجائزها
قائلين: ما شاء الله.. كم هم لطيفون هؤلاء الفرنسيون.
وهذا ما يحصل
لنا الآن بالضبط.. لكن الذي يصيح ليس عجائزنا، وإنما مفكرونا ومثقفونا والنخبة
منا.. فأمريكا تفعل ما تفعل.. تدمر الأخضر واليابس.. وتزرع فينا وفي أرضنا كل
ألوان السموم.. ثم تذهب إلى كل قطرة من بترولنا وخيراتنا لتستلبها رغم أنوفنا.. ثم
إذا ما رأت الأحقاد بدأت تتسرب إلينا بسببها أرسلت لنا ممثلة رقيقة، أو صوتا
حانيا، أو دبلومسيا ذكيا ليمسح عن قلوبنا مشاعر الكراهية، ويعيد بوصلتنا إلى قبلة
البيت الأبيض من جديد.
وهذا ما يفعلونه
هذه الأيام مع هوكينغ.. فمع أن لديهم الكثير من دعاة الإلحاد بأنواعه المختلفة إلا
أنهم اختاروا شخصية هوكينغ خصوصا، ولمعوها تلميعا عظيما، وأعطوها بعدا إنسانيا
رفيعا.. وصوروه بصورة الجبار الذي تحدى كل الإعاقات.. ليصيح بقوة بمثل ما صاح به
نيتشة عن موت الإله.. وصوروه بصورة المساند للشعب
نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 209