نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 51
عبر عن ذلك علي
حرب بقوله: (إننا نجد أنفسنا مع نص أركون إزاء سيل لا يتوقف من الإحالات إلى مختلف
المراجع والمناهج، والاستشهاد بمعظم أعلام الفكر المعاصر والاحتجاج بمختلف
مجالاته)[1]
ومن خلال هذه
الكلمات التي تعبر عن حقيقة الجديد الذي جاء به أركون نريد أن نناقش أطروحاته،
وأطروحات كل من تبعه وتأثر به.
فالجديد الذي
جاء به أركون هو محاكمة المقدس للمناهج الغربية، وذلك عبر الاحتيال على القراء حتى
لا يصطدمهم بموقفه الحقيقي من المقدس بتصويره أنه ينتقد العقل المسلم، حتى يتوهم
القارئ البسيط أنه يقصد العقل الذي يستند للتراث بينما هو في حقيقة الأمر يقصد به
العقل الذي يستند للمقدس الذي يبدأ من القرآن الكريم..
وأول من يستند
إليهم أركون في هذا النقد [إيمانويل كانط] ذلك الفيلسوف الألماني الذي ولد عام
1724م، وكان من ألمع فلاسفة عصرالتنويرالأوروبي، والذي شهد له [وِل ديورانت] في
كتابه ( قصة الفلسفة) بأن فلسفته كانت لها السيادة والنفوذ في عصر التنوير، بحيث
استطاعت أن تتفوق على كافة الأفكارفي القرن التاسع عشر، ذلك أنها قضت على التطورالمنعزل
للفكرالعقلاني المتجرد المؤمن بسيادة العقل، لتعيد إلى الإيمان بالعقائد والأديان
اعتباره بشكل مستقل، ومجرد عن العقل النظري.
وبعد انتقاده
للعقل الخالص، اعتبر أن الأديان لا تستند لحقائق مطلقة، بل