نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 156
إلى جادة
الصواب، مثلها مثل ما ذكر في عذاب الآخرة، وقد روي عن روي عن الإمام علي قال في
بعض خطبه: (.. والله لقد رأيت عقيلاً وقد أملق حتّى استماحني من برّكم صاعاً،
ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم كأنّما سودّت وجوهم بالعظلم،
وعاودني مؤكّداً وكرر عليّ مردداً فأصغيت إليه سمعي فظنّ أنّي أبيعه ديني وأتبع
قياده مفارقاً طريقي، فأحميت له حديدة ثمّ أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضجّ ضجيج
ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها، فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل، أتئن
من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني إلى نار سجّرها جبّارها لغضبه، أتئن من
الأذى ولا أئن من لظى، وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها، ومعجونة شنئتها
كأنّما عجنت بريق حيّة أو قيئها، فقلت : أصلة أم صدقة أم زكاة فذلك محرّم علينا
أهل البيت؟ فقال : لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية، فقلت : هبلتك الهبول، أعن دين الله
أتيتني لتخدعني أم متخبط أم ذو جنّة أم تهجر؟! والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما
تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإنّ دنياكم
عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذّة لا تبقى، نعوذ
بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين)[1]
وهكذا كان لذكر
العذاب، وتذكره دوره التربوي الكبير، وقد سئل بعض الصالحين: كيف نصنع نجالس أقواما
يخوفونا حتى تكاد قلوبنا تطير؛ فقال: (والله إنك إن تخالط أقواما يخوفونك حتى
يدركك أمن، خير لك من أن تصحب أقواما