نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 172
من أهم أدلة
مصداقية النظرية العلمية صدق تنبؤاتها في حال عدم إمكانية إثباتها عمليا، والأمثلة
على ذلك في تاريخ العلوم كثيرة، ومن أشهرها وأقربها ما ذكرته وسائل الإعلام من أن
العلماء رصدوا للمرة الأولى موجات جاذبية، وهي تموجات في المكان والزمان، تنبأ بها
ألبرت أينشتاين، بالتزامن مع رصد ضوء ناجم عن الحدث الكوني نفسه، ولأجل ذلك فاز
ثلاثة علماء أميركيين اكتشفوا تلك الموجات بجائزة نوبل في الفيزياء، وأثبت هؤلاء
الباحثين أن النتائج التي اكتشفوها تساهم في تأكيد نظرية أينشتاين [1].
لكن الأمر مختلف
تماما مع كل الدعاوى والنبوءات العلمية التي طرحتها نظرية التطور، حيث نرى أنها كلها
تخلفت، بل كلها أثبت الزمن عكسها تماما، فقد كان داروين ـ بعد طرحه لنظريته ـ يطمع
في أن تثبت الاكتشافات اللاحقة في السجل الاحفوري نظريتة، وبناء على ذلك فإن
التنبؤ الدقيق لنظرية التطور هو اكتشاف كميات كبيرة من الأشكال الانتقالية.
لكن صار
المستقبل الذي كان يحلم به داروين بحد ذاته عبئا على الداروينية وكما يقول هنري جي
المحرر العلمي في مجلة الطبيعة:ـ (إنّ عملية أخذ مجموعة من الحفريات والقول بأنها
تعكس وجود سلسلة قرابة هي في الواقع ليست فرضية علمية يمكن إخضاعها للاختبار، وكل
ما في الامر انها مجرد حكاية أو حدوته من احاجي منتصف الليل المسلية التي قد تكون
مُوَجِّهَةً أو مُرْشِدَةً للإنسان في كثير من
[1] انظر مقالا بعنوان: نبوءة
أينشتاين تتأكد.. رصد متزامن لموجات الجاذبية بين أميركا وأوروبا تنبأ بها قبل
أكثر من 100 عام، هاف بوست عربي، رويترز، تم النشر: 10:44 17/10/2017. على الرابط: