نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 193
[الحساء
البدائي] كما يقول الداروينيون، والذي اختلفوا في الطاقة التي وهبته الحياة؛ ثم
جعله يتناسل بالماء المهين، عبر المراحل المختلفة.. ومن عفن الطين المنتن نشأت
أبسط وأصغر أنواع الحياة ممثلة في بعض أنواع البكتيريا، وبعض الكائنات وحيدة
الخلية التى لم تتميز بعد على أنها نبات أو حيوان.. ومن هذا الأصل المشترك لجميع
الكائنات نبت فرعان من الخلايا المجهرية تولد من أحدهما النبات، ومن الآخر الحيوان..
وعبر ملايين السنة تطورت هذه الحيوانات لينشأ منها آدم[1].
وهذا تفسير عجيب
جدا لا يصلح في أبسط التعابير البدائية التي نستعملها، فكيف باللغة القرآنية
الدقيقة والمتماسكة، فهل يصح لشخص تسأله عن المادة التي بنى بها بيته أن يذكر لك
أنه بناها من إلكترونات وبروتونات ونترونات، أو من المواد الأولية البسيطة التي
تتشكل منها الذرة، أم أنه يذكر لك آخر شيء تتشكل منه الجزيئات التي بنى بها بيته.
وهكذا نرى هذه
اللغة مستعملة في حياتنا جميعا، فلا نذكر في تعابيرنا إلا آخر شيء متشكل، لا أوله،
ولا مقدماته.
ولو كان الأمر
كما ذكروا لأخبر الله تعالى الملائكة عليهم السلام أنه خالق بشرا من سلالة
الشمبانزي، أو من أي حيوان آخر، وأنه سيقوم بإجراء طفرة في سبيل ذلك، ولم يقل لهم:
{إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ
مِنْ رُوحِي
[1] يقول عمرو
شريف في بيان دلالتها على ذلك: (تشير الآية إلى أن الإنسان لم يخلق من الطين
مباشرة، بل من سلالة خلقت من طين، وهذه السلالة هي الكائنات الحية التي خلقت من
مادة الأرض، وتسلسل ظهورها حتى وصلنا إلى الإنسان)، ثم يقول: (تأمل هذه الآيات -
آيات سورة المؤمنون - مع الأخذ في الاعتبار أن حرف العطف (ثم) يفيد التابع مع
التراخي، بالتالي نفهمه على أنه عطف يشير إلى الانتقال من نوع من الكائنات إلى نوع
آخر، إذ يستغرق ذلك وقتاً طويلاً قد يمتد إلى ملايين السنين) [كيف بدأ الخلق
(257-258)]
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 193